Menu

سينتهي عصر ترامب: فلسطين تبقى 

بوابة الهدف الإخبارية

خاص بوابة الهدف

تتواصل مساعي الإدارة الأمريكية وحلفاء الكيان الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية، وتتصاعد هجمتهم على الحقوق الفلسطينية، لتطال حق العودة باستهداف جديد.

بكثير من الجهد سعت الإدارة الأمريكية وذيولها في لبنان، لترتيب تجمع من بضعة أشخاص، للمطالبة باللجوء الإنساني، في سلوك مفضوح من حيث جهات توجيهه أو مقاصده، فقد توجهت هذه المجموعة من مجهولي الصفة والتعريف، إلى السفارة الأمريكية لا لتحتج على التعنت والانحياز الأمريكي، ولكن لتتناغم مع ادعاءات دونالد ترامب وإدارته، بشأن اللاجئين الفلسطينيين، وتتساوق مع مساعيه الرامية لفرض التوطين والتهجير على الجموع الفلسطينية المتمسكة بحق العودة. 

وليس المستغرب هنا سعي من ضاقت بهم سبل الحياة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إلى البحث عن مخرج من ظروفهم السيئة، ولكن المستهجن اعتبارهم للإدارة الامريكية هي العنوان؛ في تجاهل لكل ما مثلته وتمثله السياسة الأمريكية من قمع وقتل وتنكبل من خلال سلوكها المباشر أو توفيرها الغطاء السياسي والدعم للكيان الصهيوني، وتكتمل عوامل الإدانة لهذا الموقف بالنظر لمحاولة وضع غطاء جماهيري وشعبي مزعوم لعمليات التهجير الجارية للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

إن تلاقي اليمين اللبناني المعادي للوجود والحقوق الفلسطينية مع هذه المساعي، وإصراره على الاحتفاء بها وتظهيرها، لهو دلالة صارخة على سوء هذا التموضع من قبل القائمين على مثل هذه الفعاليات والدعوات المشبوهة.

الشعب الذي خاض ولا يزال يخوض مسيرة الكفاح الطويل والمرير ضد المحتل الغازي، وأسقط كل مبادرات التوطين من مبادرة عام 1955 إلى مبادرة روجرز ومساعي التصفية في كامب ديفيد، وفجر انتفاضة الأقصى ضد مسار التصفية، لن تعجزه هذه المجموعة المشبوهة التي لن تقوى على فرض ما فشل به نيسكون وكيسنجر وكلينتون وجورج بوش وغيرهم من عتاة المتصهينين في الولايات المتحدة.

ستسقط صفقة القرن، وسينتهى عصر ترامب، ويبقى عصر فلسطين وتاريخها، حاضر لا كماضٍ مشرف لشعب فخور بهويته وتضحياته، ولكن أكثر من ذلك كأفق لمستقبل مشرق، يتحقق بالنضال والكفاح، وينتزع الاستقلال وتقرير المصير لشعب فلسطين من بين أنياب الصهيونية التي ستنتهي حتمًا ويزول مشروعها.